الهجوم على الإسلام مِنْ مَنْ ؟ ولماذا ؟
كتبه / عبد الرحمن عبد الخالق
الحمد لله مالك الملك، يعز من يشاء، ويذل من يشاء، إنّه على كل شيء قدير.
والصلاة والسلام على البشير النذير، نبي المرحمة والملحمة، المبعوث رحمةللعالمين، ونذيراً للبشر أجمعين، والمقيم لخير أمة أخرجت للنّاس في الأولينوالآخرين.
وعلى آله وصحبه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وبعد..
مدخل:
ففي الوقت الذي بدأالمسلمون فيه طريق العودة إلى دينهم، والتمسك بعقيدتهم، والعمل للعيش في ظل كتابربهم، وسنة نبيهم، في هذا الوقت اشتدت الحملة ضد الإسلام والمسلمين من داخل العالمالإسلامي، ومن خارجه للحيلولة بين المسلمين وما يريدون، ولقطع الطريق على أبناءالأمة، أن يعيشوا كما يحبون مسلمين مؤمنين أعزة في أوطانهم وديارهم.
وحتىيكون شباب الأمة الإسلامية على علم بأبعاد المؤامرة على دينهم وعقيدتهم، عليهم أنيعرفوا طريق الخلاص من هذه المؤامرة وكيف يواجهونها وكيف ستكون العاقبة إن شاء اللهتعالى ومن أجل ذلك أحببنا أن نكتب هذا التعريف.
لماذاالهجوم على الإسلام الآن؟وما كادت تسقط آخر خلافة إسلامية، وتقسمأراضي الإسلام بين الدول الصليبية الكافرة، حتى انطلقت الألسن من كل اتجاه قائلةإنّ سبب ضعف المسلمين يكمن في الإسلام الذي أقعدهم عن طلب العلم والنهضة، وكبلهم فيالتخلف والجهل، وتحت هذه المقالات الفاجرة نشأت الحكومات التي استبدلت شريعة اللهبشرائع الكفار، ونظام التعليم الإسلامي بنظام التعليم الغربي، وبدأت أجهزة الإعلامتغرس عقائد القومية، واللادينية "الإلحاد" (انظر كتابناالإلحاد( ، والوطنية الإقليمية مكان العقيدة الإسلامية.. ولكن لم يمض وقتطويل حتى اكتشف المسلمون أنفسهم زيف هذه الدعاوى. فقد تحطمت دعوة القومية وصارتهباءً منثورا بعد أول مواجهة مع اليهود، وخلفت أحقاداً يتعذر تجاوزها، وتحولت دعوةالوطنية الإقليمية إلى مسخ مشوه بعد التحقق أنّ أية دولة من الدول العربيةالإسلامية لا يمكن لها أن تعيش وتبقى وحدها. وانتهى الإلحاد بنهاية بائسة حيث بدأأهله يبحثون في الفلسفات القديمة والأديان الخرافية عن ملجأ لهم من اللهيب والظلمةالكفر والضياع الذي خلفته المادية الإلحادية، واكتشف المسلمون أخيراً أنّهم دونعقيدتهم وإسلامهم قطيع تائه، بل قطعان تائهة، وأنّه لا حياة لهم ولا عز ولا نصرإلاّ بالدين الذي أعزهم الله به، وانتصروا في ظلاله وتحب لوائه على مدى ثلاثة عشرقرناً من الزمان.
وابتدأت طلائع الشباب المثقفين والمتعلمين منهم خاصة تعودإلى الدين، وتشق طريقها في الحياة وفق تعاليمه وتحت ظلاله، وهنا جن جنون أعداء اللهالذين بذلوا النفس والنفيس في سبيل سلخ هذه الأمة عن دينها، فكيف تكون النهايةهكذا؟ كيف ينقلب النّاس إلى الإسلام من جديد وقد ظنوا أنّ المسلمين قد فارقواالإسلام إلى الأبد، وأنّه لا عودة لهذا الدين من جديد وأنّ قضيته لن يكون لها وجود،وأنّ دولته لن تعقد لها راية، ولن يرفع لها لواء.. وهنا تنادى أعداء الله في شرقالأرض وغربها أن اغدوا لشن الغارة من جديد على الإسلام وأهله وحُولُوا بين أبنائهوالعودة إليه.
من الذي يحارب الإسلام الآن؟والذين يحملون اليوم لواء الحرب على الإسلام أصناف عديدة جداً، رغمتباينهم واختلافهم في أنفسهم إلاّ أنّهم اجتمعوا حول هذا الهدف المشترك والغايةالواحدة وأهم هذه الأصناف اليوم ما يلي:
1 - الشيوعيونوأشياعهم وفروخهم: وذلك أنّ العقيدة الشيوعية تقوم أساساً على جحدالأديان والكفر برسالات السماء. بل الكفر بكل الغيب، وجعل الحياة الدنيا هي الغايةونهاية المطاف، وتسليم الحكم لسلطة الحزب، وجعل إله الآلهة، ومُشرع القوانين، ومرجعكل خلاف هو "كارل ماركس ولينين"، اللذان قالا في زعم الشيوعيين الكلمة الأخيرة فيكل شيء، في الاقتصاد والحياة، والأخلاق والفن والأديان والحكم والسياسة والتاريخوالماضي والمستقبل والطبيعة، وما وراء الطبيعة.. إلخ. فجعلوا إلههم المطاع وسيدهمغير المنازع الذي أحاط علماً بكل شيء وعرف كل ما في الكون هو اليهودي الحاقد "كارلماركس" والشيوعي الحاقد "لينين".. والبشر بعد ذلك ما هم إلاّ أتباع مقلدون لا يجوزلهم نقد هذين الإلهين ولا تجاوز شيء ممّا قالوه.
ولما كانت النصرانية هيدين الغالبية العظمى في أوروبا وأمريكا قد أفلست وباعت كنائسها، أو أبقتها للذكرىوالتاريخ، وكانت اليهودية، ديناً منغلقاً وقفاً على أولاد إسرائيل فقط وليست ديناًللتبشير والدعوة.. وكانت الأديان الوثنية الأخرى أدياناً للاستهلاك المحلي،وللتسلية واللعب، ومن أجل ذلك لم يبق أمام الشيوعية من عقيدة تستطيع أن تنافحها بلأن تهزمها وفي عقر دارها في روسيا غير الإسلام العقيدة العلمية النقية الخالصة،التي جاءت بثورة على كل ظلم وفساد وجهل، وخرافة، وشرك وجحود ونكران.. من أجل ذلك صبالشيوعيون في كل مكان جام غضبهم على هذه العقيدة وأهلها وابتدأوا حربها بكل سبيل،فها هي عساكرهم تغزو أفغانستان لتحطيم عقيدة أهله، والحيلولة دون قيام حكم إسلاميينشر الإسلام في آسيا ويخلص مسلمي روسيا من بطش وظلم الشيوعيين الكفرة وهؤلاءالشيوعيون الذين غرروا بالشعوب الإسلامية هناك عندما قاموا بثورتهم الشيوعية وقامالمسلمون معهم تخلصاً من ظلم القياصرة فكان جزاؤهم بعد ذلك القتل والإبادة، وتحريمالإسلام عليهم وقطع الصلة بينهم وبين الإسلام، فلا مسجد يرفع فيه آذان، ولا مصحفيسمح بتداوله وطبعه. وهاهي روسيا تنقلب ضد الشعب الأريتري المسلم وتحارب ثورته وتمدأعداءه، وهاهي تسرق ثورة الشعب المسلم في جنوب الفلبين وتصنع العملاء لها في الوطنالإسلامي، هؤلاء العملاء الذين ما أن يتسلموا حكم دولة من الدول إلاّ ويعيثوا فيالأرض الفساد من أول يوم بل من أول ساعة، ففي السودان ما إن تسلم عميل لهم الحكمحتى بدأ يقتل من يعرف الصلاة من الضباط، وحتى خرجت مظاهراتهم لتقول: لا إسلام بعداليوم.. وفي مصر ما إن تحول عميل من الأمريكان إليهم، حتى زرعوا أرض مصر بالفسادفاستعار نحواً من خمسين ألف داعية روسي للإلحاد تحت مسمى الخبراء، وابتدأ قتلالمسلمين وتعذيبهم وتشريدهم وتشتيت شملهم، وابتدأ تطبيق اشتراكيتهم الفاسدة، التيأفسدت البلاد والعباد، وفي أندونيسيا ما إن تسلم بعض العملاء دفة الحكم حتى قتلواكل ضابط يصلي وألقوهم جميعاً في بئر واحد وفتحوا المجاري عليهم وذلك بعد ساعات فقطمن قيام انقلابهم المشئوم.. وشرح هذا يطول، وهؤلاء هم عملاؤهم الذين لم يتسلمواسلطة والذين يسمون أنفسهم بالشيوعيين تارة واليساريين أخرى، والديمقراطيين ثالثة،لا عمل لهم إلاّ حرب الإسلام، ولا هدف لهم إلاّ محاولة القضاء عليه، وهاهي أيديهملا تكون إلاّ مع أعداء الإسلام، يزعمون محاربة أمريكا وهم وإيّاها جبهة واحدة ضدالدين، ويرفعون شعار الديمقراطية وهم أعدى أعداء حرية الرأي والكلمة، وينادونبالوطنية وهم دائماً مع روسيا ضد مصالح أوطانهم، ويرفعون شعار القومية وهم دائماًمع أعداء قوميتهم وخاصة العرب منهم، هؤلاء هم العدو الأول للمسلمين في بلادالإسلام.