عاشقين نزار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
عاشقين نزار

معا نحو الافضل
 
البوابةالبوابة  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 شرح كتاب الحسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MAXMANوطن الحب
Admin
Admin



المساهمات : 116
تاريخ التسجيل : 18/03/2008

شرح كتاب الحسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية Empty
مُساهمةموضوع: شرح كتاب الحسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية   شرح كتاب الحسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية Icon_minitime12008-04-08, 09:50

شرح كتاب الحسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقدمة عن مفهوم الحسبة

السلام عليكم ورحمة الله. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
كنا
قررنا القراءة في كتاب العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني ولكن يشتكي الإخوان
أنهم ما وجدوه متوفرا في المكتبات، فنقرأ في هذه الليلة في كتاب الحسبة
وكذلك في الأسبوع الآتي إن شاء الله بعده نتوقف بمناسبة الاختبارات،
ابتداء من السبت الموافق سبع وعشرين، ولعله في هذه المدة يتوفر الكتاب
بإعادة طبعه أو يوجد في المكتبات النائية إن شاء الله.
نقول: كتاب
شيخ الإسلام يتعلق بالحسبة التي هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والدعوة إلى الله تعالى، ويكون القصد الاحتساب وطلب الأجر من الله تعالى؛
وضعه شيخ الإسلام لمناسبة زمانه، زمانه -رحمه الله- كانت قد انتشرت فيه
كثير من البدع، وحصل فيه تسلط كثير من الأعداء الذين يقاتلون المسلمين
عموما مثل فتنة التتار ونحوهم، فهم بحاجة إلى من يحتسب؛ الاحتساب في
الأعمال التطوعية، التطوع بالأعمال يعني اتخاذها قربة دون أن تكون فريضة،
فمن ذلك: تعلم العلم الزائد على الفرض يسمى تعلمه احتسابا؛ وذلك لأنه
يتزود لينفع نفسه ولينفع المسلمين فهو محتسب بذلك، لو اقتصر على ما يلزمه
فقط ما كان عليه لوم؛ لأنه أتى بما يلزمه وبما هو فرض عليه.
ومن ذلك
أيضا الاحتساب بتعليم العلم لمن يحبه ولمن يرغبه؛ قد يكون واجبا إذا اشتدت
الحاجة إليه، وقد يكون احتسابا إذا وجد من يعلم ومن يدعو، ومن ذلك أيضا
الاحتساب بالدعوة إلى الله، الاحتساب هو أن يتبرع بالدعوة إلى الله تعالى
إذا لم تكن واجبة عليه؛ وذلك لأنها قد تتعين قد تجب عليه عندما يرى الجهلة
يتخبطون في الجهل، ويرى مثلا العصاة يتعمدون المعاصي، وقد يكون ذلك عن
جهل، وقد يكون عن تجاهل وهم بحاجة إلى من يدعوهم، فإذًا إذا رأى أنهم
مضطرون إلى تعليمهم صار التعليم والدعوة إلى الله في هذه الحال واجبة عليه
محتمة، فأما إذا كانوا على علم، وكان هناك من يدعو ولكن يقع منهم نقص
وتقصير فإن الدعوة -والحال هذه- تكون احتسابا بحسب جهد الإنسان، وما تصل
إليه قوته وقدرته.
فلا شك أنه يتأكد عليه أن يحتسب في الدعوة، كذلك
أيضا مسألة الجهاد، وذلك قد يكون واجبا وقد يكون مستحبا، فإذا كان مستحبا
فإن الذي يدخل فيه يصير محتسبا للأجر وطالبا للثواب، وأما إذا كان فرضا
فإنه يصير أداء لما أوجب الله عليه. ذكر العلماء أنه يجب في ثلاثة حالات:
الحالة الأولى: إذا حضر الصف تعين عليه الثبات قال تعالى: إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا فلا يجوز تركه والحال هذه.
الحالة
الثانية: إذا استنفره الإمام، أو استنفر فلانا وأعيانا وجب عليه؛ لقوله
تعالى: مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ إلى قوله: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا .

والحالة الثالثة: إذا دهم العدو البلاد الإسلامية؛ لقوله تعالى:
قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ ما عدا هذه الحالات
الثلاث يصير القتال فيها احتسابا؛ أي طلبا للأجر.
كذلك أيضا النفقة،
النفقة والصدقات معلوم أن منها ما هو فرض، ومنها ما هو نفل، فالصدقات
الزائدة على الفريضة تسمى صدقة احتساب؛ وذلك لأن الذي يتصدق بها يرجو
أجرها وبرها وذخرها عند الله تعالى، فكان أجره على قدر نفع تلك الصدقة،
فإذا تعين عليه بأن احتيج مثلا إلى دفع الأعداء، أو احتيج إلى تعليم
الجهلاء، ويتوقف ذلك على بذل مال كان هذا واجبا، وما زاد على ذلك فإنه
يسمى احتسابا.
كذلك من الاحتساب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
ويسمى أهله أهل الحسبة، ولكن الحسبة في الأصل هي: التبرع بذلك هي الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر تبرعا وطلبا للأجر دون أن يكون ملزما، ودون أن
يكون موجبا عليه، أو معينا ومتعينا عليه. أما إذا قد كان عين عليه عين
لذلك فإنه يصير واجبا عليه، وإذا حدد له شيء من العمل فما زاد عليه يسمى
احتسابا؛ ما زاد على الواجب عليه.
ولا شك أن أنواع الاحتساب كثيرة،
وسيذكر شيخ الإسلام -رحمه الله- من ذلك أمثلة تمر بنا إن شاء الله، وكذلك
أيضا يذكر ثمرات ذلك والنتيجة التي تصل إليها عاقبة هذه الاحتسابات، وكذلك
أيضا ما يحصل بسبب إهمالها وتركها. إذا احتسب أهل الخير وأهل القدرة وأهل
المعرفة، وقاموا بأنواع من الاحتساب في هذه الأمور فتحصل لهم الخيرات،
فيحصل الأمن ويحصل قوة الدين، ويحصل عزة الإسلام، ويذل أهل الأهواء وأهل
البدع، وينقمع الأشرار ويقل نفوذهم، وأما إذا تركوا فإن الشرور تكثر بحيث
إنه يعم الفساد ويكثر الشر، ويتمكن الأشرار ويسومون الأخيار سوء العذاب
وتفسد الولايات والمعاملات ونحوها، فعرف بذلك أن العمل بهذه الأشياء
-احتسابا وطلبا للأجر- فيها مصالح عظيمة تعود إلى المجتمعات كلها، وبالأخص
المجتمعات الإسلامية. الآن نبدأ في كلام شيخ الإسلام.



-1-



بحث في الحكمة التي من أجلها قامت الولايات وشرعت الحسبة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال
الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام أبو العباس أبو العباس أحمد بن الشيخ
الإمام العالم شهاب الدين عبد الحليم، ابن الشيخ الإمام مجد الدين أبي
البركات عبد السلام ابن تيمية رحمة الله تعالى:
الحمد لله نستعينه،
ونستهديه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. ونشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمد عبده ورسوله، أرسله بين يدي
الساعة بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، فهدى به من
الضلالة, وبصر به من العمى، وأرشد به من الغي، وفتح به أعينا عميا، وآذانا
صما، وقلوبا غلفا، حيث بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في
الله حق جهاده، وعبد الله حتى أتاه اليقين من ربه، صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه وسلم تسليما، وجزاه عنا أفضل ما جزى نبيا عن أمته. أما بعد:
فهذه:
((قاعدة في الحسبة)). أصل ذلك أن تعلم أن جميع الولايات في الإسلام
مقصودها أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، فإن الله
سبحانه وتعالى إنما خلق الخلق لذلك، وبه أنزل الكتب، وبه أرسل الرسل،
وعليه جاهد الرسول والمؤمنون قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ
قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا
أَنَا فَاعْبُدُونِ وقال: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا
أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ .
وقد أخبر عن
جميع المرسلين أن كلا منهم يقول لقومه: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ
إِلَهٍ غَيْرُهُ وعبادته تكون بطاعته وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-
وذلك هو الخير والبر والتقوى والحسنات، والقربات والباقيات الصالحات
والعمل الصالح، وإن كانت هذه الأسماء بينها فروق لطيفة ليس هذا موضوعها،
وهذا الذي يقاتل عليه الخلق، كما قال تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا
تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ وفي الصحيحين عن أبي موسى
الأشعري رضي الله عنه قال: سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يقاتل
شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء فأي ذلك في سبيل الله؟ فقال: من قاتل
لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله .
وكل بني آدم لا تتم
مصلحتهم لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا بالاجتماع والتعاون والتناصر،
فالتعاون على جلب منافعهم، والتناصر لدفع مضارهم؛ ولهذا يقال: الإنسان
مدني بالطبع، فإذا اجتمعوا فلا بد لهم من أمور يفعلونها يجتلبون بها
المصلحة، وأمور يجتنبونها لما فيها من المفسدة، ويكونون مطيعين للآمر بتلك
المقاصد، والناهي عن تلك المفاسد، فجميع بني آدم لا بد لهم من .
فمن
لم يكن من أهل الكتب الإلهية ولا من أهل دين فإنهم يطيعون ملوكهم فيما
يرون أنه يعود بمصالح دنياهم، مصيبين تارة ومخطئين أخرى، وأهل الأديان
الفاسدة من المشركين وأهل الكتاب المستمسكين به بعد التبديل أو بعد النسخ
والتبديل: مطيعون فيما يرون أنه يعود عليهم بمصالح دينهم ودنياهم. وغير
أهل الكتاب منهم من يؤمن بالجزاء بعد الموت، ومنهم من لا يؤمن به، وأما
أهل الكتاب فمتفقون على الجزاء بعد الموت، ولكن الجزاء في الدنيا متفق
عليه من أهل الأرض، فإن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة،
وعاقبة العدل كريمة؛ ولهذا يروى: الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت
كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة.
وإذا كان لا بد من
طاعة آمر وناه فمعلوم أن دخول المرء في طاعة الله ورسوله خير له، وهو
الرسول النبي الأمي المكتوب في التوراة والإنجيل الذي يأمر بالمعروف وينهى
عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، وذلك هو الواجب على
جميع الخلق، قال الله تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا
لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ
لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ
حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي
أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وقال
تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ
أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ
وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا وقال سبحانه:
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ
نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ .
وكان النبي -صلى
الله عليه وسلم- يقول في خطبة الجمعة: إن خير الكلام كلام الله وخير الهدي
هدي محمد -صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها وكان يقول في خطبة
الحاجة: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه،
ولن يضر الله شيئا .
وقد بعث الله رسوله محمدا -صلى الله عليه وسلم -
بأفضل المناهج والشرائع، وأنزل عليه أفضل الكتب، وأرسله إلى خير أمة أخرجت
للناس، وأكمل له ولأمته الدين، وأتم عليهم النعمة، وحرم الجنة إلا على من
آمن به وبما جاء به، ولم يقبل من أحد إلا الإسلام الذي جاء به، فمن ابتغى
غيره دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. وأخبر في كتابه أنه
أنزل الكتاب والحديد ليقوم الناس بالقسط؛ فقال تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا
رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ
وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ
فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ
يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ .
ولهذا
أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته بتولية ولاة أمور عليهم، وأمر ولاة
الأمور أن يردوا الأمانات إلى أهلها، أو إذا حكموا بين الناس أن يحكموا
بالعدل، وأمرهم بطاعة ولاة الأمور في طاعة الله تعالى، ففي سنن أبي داود
عن أبي سعيد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : إذا خرج ثلاثة في
سفر فليؤمروا أحدهم وفي سننه أيضا عن أبي هريرة أيضا مثله، وفي مسند
الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا
يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمروا أحدهم .
فإذا كان قد
أوجب في أقل الجماعات وأقصر الاجتماعات أن يولى أحدهم؛ كان هذا تنبيها على
وجوب ذلك فيما هو أكثر من ذلك، ولهذا كانت الولاية لمن يتخذها دينا يتقرب
به إلى الله ويفعل فيها الواجب بحسب الإمكان، من أفضل الأعمال الصالحة،
حتى قد روى الإمام أحمد في مسنده عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
إن أحب الخلق إلى الله أمام عادل، وأبغض الخلق إلى الله إمام جائر .





-

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://maxman2015.yoo7.com
MAXMANوطن الحب
Admin
Admin



المساهمات : 116
تاريخ التسجيل : 18/03/2008

شرح كتاب الحسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح كتاب الحسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية   شرح كتاب الحسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية Icon_minitime12008-04-08, 09:50

--------------------------------------------------------------------------------
نأخذ
من هذه المقدمة أولا: ما خلق الله تعالى له الخلق، وما أرسل به الرسل،
وثانيا : الحكمة والمصلحة التي تعود إلى الخلق في هذه الأمور. ذكر الشيخ -
رحمه الله - أن جميع الولايات التي تحصل التولية عليها في الدنيا يقصد
منها تحقيق عبادة الله تعالى، فولاة الأمور الذين هم السلاطين والحكام
والملوك يقصد من توليتهم توطين البلاد، وكذلك تثبيت الأمن فيها، وكذلك
التمكين للعباد من أداء حقوق ربهم سبحانه وتعالى.
كذلك مثلا ولاة
القضاء؛ القضاة ومن معهم، القصد من توليتهم لا شك أنه الإصلاح حتى لا يكون
هناك اعتداء ولا ظلم، فهم يأخذون على يد الظالم ويبينون من له الحق ومن
عليه، فولايتهم فيها مصالح كبيرة.
كذلك أيضا ولاة المساجد أئمة
وخطباء ونحوهم يقصد أيضا من توليتهم الحفاظ على العبادات وعلى إقامة
الصلوات وعلى النصيحة للجماعة وللحاضرين، وتعليمهم ما هم بحاجة إليه وما
أشبه ذلك، فإن ذلك كله من الاحتساب يعني من الأعمال التي شرعها الله تعالى
حتى يعبدوا الله تعالى ويظهروا ما شرعه ويبينوا للناس الأحكام التي
تلزمهم، ويقال هكذا أيضا في بقية الولايات فإن القصد منها نفع الأمة،
فيقال مثلا للكتَّاب والحساب القصد منكم نفع الأمة وبيان ما ينفعهم من
جهتكم، ويقال مثلا لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القصد من
توظيفكم زجر الناس عن المنكرات والحيلولة بينهم وبين المعاصي وحثهم على
الطاعات، وكذلك يقال للمعلمين والمربين ونحوهم، الكل عليهم وظائف وواجبات
يعملونها ومع ذلك فإن الجميع مطالبون بأمر واحد وهو تحقيق إظهار الدين.
وولاة
الأمر مطالبون بذلك والقضاة مطالبون به والهيئات مطالبون به وكذا الأئمة
والخطباء والمدرسون والمدربون والمعلمون وما أشبههم، الكل قد طلب منهم أن
يقوموا بواجبهم في صالح الأمة الإسلامية.


-2-




مسألة: أهم واجبات المحتسب

سمعنا
أن أهم شيء يتطرق إليه المحتسب الذي هو الداعية مثلا والناصح والآمر
بالمعروف والناهي عن المنكر والخطيب مثلا والمعلم ونحوهم أن أهم ما
يتطرقون إليه ترسيخ العقيدة في القلوب، ترسيخ الإيمان والتوحيد وعبادة
الله سبحانه؛ وذلك لأن هذا هو الذي خلقت لأجله الخليقة وأرسلت به الرسل
وأنزلت به الكتب وشرعت له الشرائع، كما سمعنا في الآيات فإن قوله تعالى:
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ معنى يعبدوني
يخصوني بالعبادة ظاهر في الحكمة في خلق الإنس والجن، المحتسبون والدعاة
يلفتون أنظار الخلق إلى ذلك، ويدعون إليه؛ وذلك لأن ليس كل أحد يشعر بهذا
الأمر، فإن الكثير والكثير في أطراف البلاد إذا ولدوا ونشئوا لا يعرفون
شيئا، لم يتعلموا من مجتمعهم ولا من أبويهم ولا من مدربيهم ومعلميهم شيئا
مما يتعلق بالعقيدة وترسيخها نشئوا على جهل فلا بد أن يشعر العلماء
بمسئوليتهم ولا بد أن يعلموهم ما يلزمهم. فنقول: إن هذا هو أهم واجب على
العباد أولا أن يتعلموه ويعملوا به في أنفسهم.
وثانيا: أن يشعروا
بحاجة إخوانهم الذين لم يعلموا ذلك ولم يعملوا به، فيعلمونهم ويدربونهم
عليه ويقولون لهم: إن هذا هو الذي خلقنا له؛ خلقنا لعبادة الله تعالى،
ويقولون: إن هذا وظيفة الرسل هذا الذي ندعوكم إليه هو الذي دعت إليه الرسل
من قبلنا، كل الأمم دعتهم رسلهم إلى هذا الأمر، سمعنا الآيات في ذلك كقوله
تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا
اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ وهذا معنى التوحيد، اعبدوا الله يعني
أخلصوا له العبادة ووحدوه، اجتنبوا الطاغوت يعني اتركوا عبادة ما سوى الله
تعالى من المعبودات فإنها تسمى طواغيت، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ
اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ
وكذلك سمعنا أن كل الرسل بدءوا دعوتهم بقولهم لأممهم: أَنِ اعْبُدُوا
اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ فيدل على أهمية البداءة بذلك
الداعية مثلا، و المحتسب يجعل اهتمامه بترسيخ العقيدة التي هي معرفة الله
تعالى ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة، والتي هي إخلاص العبادة
لله وحده يعني عبادة الله وترك عبادة ما سواه، فإذا قاموا بذلك فقد أسسوا
الأساس، وبقيت عليهم التكميلات.
فندعوهم بعد ذلك إلى تكملة ما بعد
الأساس. ذكر العلماء أن التوحيد الذي هو إفراد الله بالعبادة بمنزلة
الأساس للبنيان البنيان لا يقوم إلا على أساس راسخ ثابت؛ إذا حفروا لهذه
الحيطان حفروا لها مثلا مترا أو أكثر ورسخوها على أرض صلبة حتى لا تهتز
ولا تتمايل؛ فكذلك العبادات ونحوها مبنية على أساس وهو التوحيد، فيسعى في
تحقيق هذا التوحيد الذي هو أساس العبادة وأساس الطاعات كلها، فبعد ذلك
يبيَّن ما بعده.
سمعنا أن وظيفة الرسل أيضا الدعوة إلى ما دعا إليه
أفرادهم قال الله تعالى في وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ
مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ
الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ هذا وصفه وهو وصف كل
نبي، كل نبي أمر بأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحل الطيبات ويحرم
الخبائث، والمعروف له أصول وله فروع فأصوله التوحيد والعبادة، والعقيدة
والمعرفة -معرفة الله- وما تستلزمه هذه المعرفة فيبدءون بالأمر بهذا؛ يعني
يدعون الناس إلى أن يوحدوا الله تعالى، وهذا أعرف المعروف، ثم ينهون عن
ضده وهو كل ما ينقص هذا التوحيد من الشرك ومن وسائل الشرك، ويبينون للناس
هذه الوسائل أو ما يوقع فيها؛ فإن من أمر بشيء لا بد أن ينهى عن ضده فـ
التوحيد هو أول ما يؤمر به و الشرك أول ما ينهى عنه وبمعرفة الشرك وتجنبه
يعرف التوحيد، نقول مثلا: إن التوحيد هو العبادات التي أمر الله بها ؛
الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والإنابة والخشية والخشوع
والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر والركوع والسجود وما
أشبهها تسمى هذه عبادات، وإخلاصها لله تعالى توحيد؛ فإذا عرفها الإنسان
وتقرب بها إلى ربه سبحانه احتاج أن يعرف ما يضادها من الشرك بالله تعالى
ومن وسائل الشرك.
فيحتاج إلى أن يتجنب الشرك الذي هو دعوة غير الله
تعالى أو محبة غيره أو الخوف من غيره كما يخاف منه، أو خشية غير الله أو
التوكل على غيره، وكذلك تعظيم غير الله بما لا يصلح إلا لله، كركوع لميت
أو غائب أو قبر أو نحو ذلك أو سجود له أو تبرك به أو تمسح به، أو تعلق
القلب على غير الله من المخلوقات كتعلقه على أموات أو على رفات أو على
أشجار أو أحجار أو ما أشبه ذلك.
يقال هذا من مكملات التوحيد اجتنابه
سبب في كمال التوحيد، وأما التساهل فيه فإنه قد ينافي أصل المعروف الذي هو
التوحيد، فعرفنا بذلك أن من أهم ما دعت إليه الرسل التوحيد الذي هو عبادة
الله ومن أهم ما نهوا عنه الشرك الذي هو دعوة غير الله مع الله، وأنواع
هذا كثيرة.. وأنواع هذا كثيرة.



-3
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://maxman2015.yoo7.com
 
شرح كتاب الحسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاشقين نزار  :: المنتديات العامة :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: